أصعب قرار أن يتخذ الفنان قرار الاعتزال والبعد عن الأضواء وفلاشات الكاميرا.. ويكون الأمر أكثر صعوبة عندما يكون نجماً أو نجمة يطارده المنتجون لعرض البطولات عليه للاختيار من بينها.
(حديث المدينة) التقت بأبرز المعتزلات والتي رفضت لسنوات طويلة أن تتحدث عن رحلتها الإيمانية حتى أنها رفضت حضور حفل تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي وقررت الاختفاء لحين انتهاء دورة المهرجان القاهرة السينمائي وقررت الاختفاء لحين انتهاء دورة المهرجان مؤكدة للجميع أنها ليست راضية عما فات..
لقبت “بمعبودة الجماهير” واشتهرت “بالدلوعة” وتربعت على عرش السينما المصرية لسنوات طويلة اختارت بعدها أن تبتعد عن الأضواء بقناعة ورضا نفس.. فعرفت طريقها واجتازت الرحلة مؤكدة أنها لم تقع تحت تأثير أحد ولكنها عرفت الله سبحانه وتعالى بقلبها فامتثلت لأوامره وانتهت عن نواهيه.. إنها الفنانة المعتزلة شادية، وكان معها هذا الحوار:
- في البداية.. ما هو محور حياتك الآن؟
الحمد لله الذي أنعم علي بنعمة الهداية إلى الطريق الصواب ولهذا فمحور حياتي هو تدارس ديني وتعود ما فاتني في طاعة الله كما ركزت أهدافي وكرست حياتي لرعاية الأطفال الأيتام خاصة وأن الله سبحانه وتعالى لم يرزقني بأطفال وكم كنت شغوفة جداً بأن أكون أماً أو أسمع كلمة “ماما”.
- البعض يرى أن قرار اعتزال الفنانات يأتي كنتيجة طبيعية عندما تستنفذ الفنانة كل ما لديها وتصل إلى سن معين يصعب معه الاستمرار، أو ربما بسبب أزمة صحية، أزمة عاطفية، وفاة إنسان قريب أو عزيز عليها، مما يؤدي إلى انعكاس مباشر في ذاتها وبالتالي اعتزالها، إلى أي مدى يمكن أن يكون هذه الرؤية صحيحة بالنسبة للفنانة شادية؟
هذا الكلام مغلوط، قرار الاعتزال للغالبية العظمى من الفنانات جاء انطلاقاً من الإيمان بالله سبحانه وتعالى والامتثال لأوامره، وبالنسبة لي فإن سبب اعتزالي له مواقف عديدة مرت بي وصعوبات كثيرة جعلتني أبتعد عن هذا الطريق فقد قال الحق “إن الله يهدي من يشاء” وقد عرفت الطريق الصحيح وهداني الله تعالى إليه ومكني من التمسك به لأتعرف على ديني وأعيش في رحاب الله… كما لا توجد قصة تحكي فكل حكاية أن الله أراد لي الهداية ولا مردود لحكم الله وقد هداني الله إلى الطريق الصواب فلبيت النداء وغيرت مجرى حياتي لأعرف معنى السعادة الحقيقة في رعاية الأطفال الأيتام.
- أفهم من هذا أنه لا توجد وقاعة أسهمت بتغيرك لمجرى حياتك؟
بالفعل لا توجد واقعة محددة، فكما ذكرت الله سبحانه وتعالى كتب لي الهداية والصلاح والسير في الطريق الصواب فلبيت ندائه.
- ما هي رؤيتك للطريق الصواب؟
رأيت الطريق الصواب بعد أن هداني ربي ولبيت ندائه ومن عليّ بالتقرب إليه فدعوته بأني يغنني بالافتقار إليه ولا يفقرني بالاستغناء عنه، وأرى الطريق الصواب في التمسك بالدين والمحافظة عليه وعلى إقامة شعائره والانتباه إلى الشريعة ومحاولة تطبيقها وأداء الفرائض وزيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم والقيام بكل ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي.
- كيف وجدت طريق الإيمان؟
كان دليلي ومرشدي لهذا الطريق هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
- ما نظراتك للمجتمع الآن؟
أنظر للمجتمع الآن نظرة تختلف كثيراً عن نظرتي له من قبل، فقد كنت أرى فيه عالم الشهرة والمجد فقط.. أما الآن أرى المجتمع أنشق فيه الناس إلى شقين… أولهما من يسعى ويلهث وراء المادة والشهرة وتكوين الثروة، وآخر يسعى وراء تحقيق أهداف نبيلة وتطبيق تعاليم الإسلام ليسعد طفلاً أو امرأة أو رجلاً ضعيفاً أو يتصدى لكل المغالطين.
- كيف كنت تقضين يومك قبل وبعد اعتزال الفن وارتداء الحجاب؟
ياه.. لسه فاكر؟!… كنت قبل الاعتزال أعيش في طاحونة يومية، فيومي بين الأستوديوهات والتصوير وتسجيل الأغاني… وكنت أستيقظ حوالي الساعة الحادية عشر ظهراً وأظل طوال اليوم بين الأستوديوهات والبروفات وأعود إلى منزلي في منتصف أو بعد منتصف الليaل… أما بعد الاعتزال أقضي يومي بصورة أفضل فأستيقظ مبكراً مع آذان الفجر الذي أنعم الله عليّ بصلاته حاضراً ثم أقرأ آيات من الذكر الحكيم وأقوم بترتيب أموري ومنزلي وأطمئن على أطفالي الذين وهبهم الله سبحانه وتعالى لي وهم الأطفال الأيتام الذين يعيشون في الدار المخصصة لهم، ثم أواظب على حضور الدروس الدينية التي تفيدني في تعلم شئون ديني وهي دروس لبعض الأئمة الكبار.
- ما المواقف التي أبكت شادية، والمواقف التي أسعدتها؟
المواقف التي أبكتني جداً، وأهمها وفاة أخي وبعده وفاة والدتي ووالدي… وكذلك عندما علمت بأنني لن أرزق بالأطفال، وحديثا بكيت عندما شاهدت على شاشات الفضائيات مشهد قتل الطفل الشهيد محمد الدرة الذي اغتالته قوة الباطل والظلم والبطش فهذا المشهد هز كياني ومشاعري، وأيضاً ما يحدث الآن في العراق وفلسطين.
أما المواقف التي تسعدني فهي عديدة أيضاً وكثيرة… منها نجاح أبنائي وتفوقهم في دراستهم كما أسعدتني وتسعدني كلماتهم لي وندائهم لي بكلمة “ماما” التي كنت أتشوق لسماعها من طفل يخصني بها ويعتبرني أماً له وتتدفق مشاعره الرقيقة تجاهي.. هذا إحساس لا يمكن وصفه بكلمات أو عبارات فكم هي سعادة حقيقية أنعم الله بها على ولله الحمد والشكر.
- ما هي مشاريعك الحالية وكيف تستثمرين أموالك؟
مشاريعي الحالية تنحصر على رعاية الأطفال الأيتام الأسر محدودي الدخل.. بالإضافة إلى بعض الأعمال التجارية التي تدر عائداً يعينني على مواصلة الطريق واستكمال ما بدأته.
- ألم ينتابك الشك في مصدر أموالك التي أدخرتها من عملك في الفن؟
حتى لا أضع نفسي في هذه الريبة فقد تبرعت بكل ما أدخرته من عملي طوال السنوات الماضية كفنانة لصالح الجمعيات الخيرية واعتبرت هذه هي الخطوة الأولى من رحلتي في رحاب الله ولم أتردد لحظة في ذلك… أما ما أملكه من غير الفن فقد استثمرته في بعض الأعمال التجارية كما سبق وذكرت ليدر لي عائداً أواصل به ما بدأته والحمد لله فقد من الله عليّ فهو سبحانه وتعالى ذو فضل عظيم.