بالرغم من مرور 24 ساعة على السيول الجارفة، التي اجتاحت عدة مناطق بجدة غرب السعودية خمس ساعات متواصلة منذ صباح الأربعاء، فإن الوضع "المأساوي للأهالي ما يزال سيدالموقف".
فعمليات الإنقاذ لم تشمل جميع المناطق المتضررة، وبقي كثير من العالقين أو المتضررين جراء السيول دون مساعدة.
وفي رصد ميداني قامت به الجزيرة نت، صباح الخميس على أطراف حي "البغدادية الشرقي"، طالب الأهالي في "رسالة مناشدة" تدخل وحدات من الجيش السعودي والحرس الوطني لمساندة وحدات الدفاع المدني.
وقالت "أم محمد" وهي تتحدث من أطراف منزلها الذي قضت السيول على جميع محتوياته، "الأزمة أكبر من الدفاع المدني، هم يحاولون مساعدة الجميع لكنهم لا يستطيعون، يجب أن يتدخل الجيش والحرس الوطني".
وأكدت أنهم محاصرون بلا كهرباء أو ماء، ولا يعلمون ماذا تخبئ لهم الأحوال الجوية الساعات القادمة، خاصة وأن بعض الأسر لا يعلمون شيئا عن أبنائهم حتى الآن. وشاركها في الرأي عدد من الأهالي المجتمعين معها.
ومن الجدير ذكره أن ارتفاع منسوب مياه السيول وصل إلى نسبة قياسية بلغت ضعف ارتفاع مياه سيول عام 2009.
وما يزال التيار الكهربائي مقطوعا تماماً في بعض المناطق خاصة مناطق التماس مع شارع حائل -الذي يعد من أهم الشوارع الرئيسية في جدة- وجسر الملك عبد الله. كما لحقت أحياء بني مالك والنسيم (جنوب وسط جدة) أضرار كاملة من انقطاع طويل للتيار الكهربائي ونقصان المواد الغذائية.
وقال أحد المحتجزين من سكان بني مالك ويدعى خالد بامشموس "إن الوضع أفضل قليلاً من الأمس (الأربعاء) وعاد التيار الكهربائي في ساعة متأخرة بحدود الثانية والنصف ليلا".
سوق سوداء
من ناحية أخرى ما تزال مشكلة انقطاع تواصل أرباب الأسر عن أبنائهم وبناتهم "المقلق الأكبر" للأسر.
وقد برز على السطح ما يمكن أن يطلق عليه "سوق سوداء للشاحنات الكبيرة" التي تستطيع التحرك لمجابهة ارتفاع منسوب المياه.
ويقوم عدد من الأسر باستئجار تلك الشاحنات (التي تسمى محليا الدينه) لاستخدامها في عمليات بحث شخصي عن بنيهم سواء في الجامعات أو المدارس أو أماكن احتجازهم.
ووصلت تكلفة استئجار الشاحنة الواحدة مبلغا تجاوز 250 دولارا، وهو ما يشكل "أزمة حقيقية في عمليات الإنقاذ".
ووفق معلومات وردت للجزيرة نت، تم إجلاء عدد من الطالبات المحتجزات بعدد من المدارس منذ صباح أمس، بينما لا تزال طالبات مدارس أخرى وبعض الموظفين في مقرات أعمالهم وعدد من المراجعين في المستشفيات محتجزين بسبب السيول.
ولم تعلن وزارة التربية والتعليم موقفها الرسمي من "تأجيل الامتحانات الدراسية للفصل الأول" في حال عدم أهلية المدارس خاصة جنوب جدة، أو استمرت مياه الأمطار بالنزول بغزارة.
وحتى هذه اللحظة لم تعلن كذلك الجهات الرسمية حجم الوفيات التي صاحبت السيول، حيث قال شهود عيان إنهم شاهدوا "جثثا طافية على المياه بحي السامر شرقي جدة".